الفقر ليس عيبا

موضوع: الفقر ليس عيبا الأحد أغسطس 02, 2009 9:22 pm

الفقر ليس عيبًا

تأليف:لـــولـــو كــــاتـــي

وعدنا والدنا باصطحابنا إلى رحلة في الصحراء والحصول على مبلغ صغير من المال إذا نجحنا في امتحانات نهاية العام الدراسي.

وفي أيام الإمتحانات لم أترك الكتاب واحدة وكنت اذهب للإستذكار

مع صديقاتي واللواتي هن:

هند التي كانت من الأثرياء ولكنها مغرورة و لا تهتم كثيرًا بالدراسة

جارتي سعاد التي تجدها دائمًا مبتسمة لكنها مهملة جدًا ومن شدة إهمالها كانت دائمًا تنسى كتابها عندما تأتي للإستذكار وتنسى كثيرًا الدروس والمواضيع التي درسناها طوال العام

ليلى لا أراها تأتي للإستذكار إلا نادرًا

وأخيرًا أمل طالبة مجتهدة ومتميزة في المدرسة برغم ظروفها الصعبة.

و في اليوم الأول من إقامتنا لهذا المشروع كان دور هند ولأنها لاتهتم كثيرًا فقد بدأنا, وبعد خمس دقائق أوقفتنا وقالت:هذا يكفي ما رأيكن أن أريكن منزلي؟ لم نستطع قول شيء بدأت تحكي لنا وترينا ألعابها.وأرتنا أيضًا الدمى الخاصة بها التي كانت غالية جدًا, بدا الكل مهتمًا برؤية ألعاب هند ماعدا أمل, لكن لم أعرف السبب

.

وعندما حان دور سعاد وتمنيت أن تهتم أكثر من هند. لا أستطيع وصف ما حدث أبدًا فعندما دخلنا أنا وصديقاتي قالت لنا: ماذا تفعلن هنا ؟؟؟ تعجبنا لكن ليلى تذكرت أن سعاد كثيرة النسيان وقالت مباشرةً:هل نسيتي مجددًا يا سعاد؟ أم أنك تمزحين معنا, على العموم لقد جئنا للإستذكار معك

,
ردت سعاد بسرعة:آه لقد تذكرت الآن هيا بنا حتى لانضيع الوقت . ظننت أن الأمر انتهى, لكن المشكلات تواصلت

,
فمرةً لم تجد كتاب الرياضيات

واكتشفنا أنها نسيت كتاب اللغة العربية

,أما كتاب الدراسات الإجتماعية فهو مفقود.

بدأنا أنا وسعاد وأمل بالبحث عن كتبها المفقودة

, أما ليلى وهند فقد جلستا تثرثران عن سعاد وحكايتها مع النسيان بدلاً من البحث معنا أو استكمال المذاكرة
,

لكن وبرغمٍ من ذلك فهي مجتهدة وتحاول قدر المستطاع أن تمحو هذه العادة من حياتها

. انتا من المذاكرة والحمد لله.

قالت سعاد: بدلاً من الجلوس هكذا مارأيكن برؤية المنزل وافقنا بسرعة وعندما كانت سعاد تريننا المنزل, رأيت أمل لاهي مبتسمة ولاهي مكتئبة وليست مهتمة كثيرًا لكن شعرت أن أمل أفضل حالاً من زيارتنا لهند .

حان دور ليلى ويا ليته لم يأت فقد كان مثيرًا للسخرية.وكيف لا يكون مثيرًا للسخرية فعندما دخلنا لم تلق لنا أي اه وبعد انتظار طويل جدًا كاد يغمى علي من هول المفاجأة ,فقد قالت لنا:

هيا بنا لرؤية المنزل ظننت أنها سترينا المنزل أولاً ثم نبدأ بالمذاكرة ولكن حدث العكس لقد بدأت هي وهند التي أظن أنها ابنة عمها بنميمة البنات الموجودات معنا في الصف لم تتحمل أمل ذلك وخرجت غاضبةً وعندما خرجت أمل بدأت هند وليلى بنميمة أمل وذكر أشياء لم تفعلها هي. صرختُ غاضبة :لما تفعلن هذا وخرجتُ أنا أيضًا.

في اليوم التالي جاءت هند و ليلى واعتذرا عما بدرَ منهما فرحت أخيرًا؛ لأن بحر صداقتنا قد استقر, حقًا هند لا تزال مغرورة وليلى لا تهتم بالدراسة لكنهن أزلن من حياتهن هذه الصفات السيئة .

وأخيرا جاء دوري الذي لطالما انتظرته, فأنا فكرت في أنشطة ومسابقات تفيد المواد جميعًا,و لم تحدث أية مشاكل.

انتهت الامتحانات و اجتمعنا أنا وصديقاتي وأخبرتهن ماذا وعدكن أهلكن إذا نجحتن؟؟؟؟؟

قالت ليلى : نحن وعائلة هند سنذهب في جولة إلى أرقى وأشهر البلدان الجميلة.

قالت سعاد:سنذهب إلى الإمارات العربية المتحدة للتسوق و التنزه وإلى المملكة العربية السعودية لإداء فريضة العمرة.

قلت:ماذا عنك يا أمل إلى أين ستذهبين؟

قالت أمل : سنذهب إلى الحديقة التي بقرب منزلنا.

قالت هند :وأين تتوقعين أن يذهبوا فأنت تعرفين أن والدتها قد توفيت ووالدها يعمل بائعا في دكان بمعاش زهيد لا يكفيها هي وأخوتها الأربعة وشقيقتاها, حتى عندما أرى منزلها أشعر بالشفقة كثيرًا وأصلاً لولا وجود الحديقة أمام بيتها لما خرجت من منزلها أبدً.

قلت لها: ومنذ متى كان الفقر عيبًا, بالعكس فأنا أحب أمل كثيرًا فهي متفوقة في دراستها. جميع بنات المدرسة يحببنها و المعلمات يحترمنها ودائمًا تحصل على جوائز وأكثر شيء يعجبني فيها قدرتها على الصبر بعد كل هذه الأزمات ,لم تقل لقد يئست, بل وقفت ورفعة رأسها وقالت للحياة ها أنا هنا فهي ولطالما أخبرتني عن مقولتها المفضلة "لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة"